عازف الاحزان المدير العام
عدد الرسائل : 136 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: [size=24][b]البصل والثوم: صديقان للإنسان.. عدوان للسرطان[/b][/size] السبت أبريل 12, 2008 8:22 am | |
| الثوم والبصل عرفا منذ أقدم العصور لأن منافعهما الصحية لا تقدر بثمن، فقد استعملا لعلاج الانتانات والالتهابات والقرحات وعسر الهضم وتسكين الآلام ودحر الحمى، ولكن هناك قاسماً مشتركاً مهماً يجمع بين الاثنين هو أهميتهما في الوقاية من مرض لا يزال يسرح ويمرح على هواه ألا وهو السرطان، وهذه الخاصة عرفها الفراعنة وقالوا بها وكتبوها على ورق البردى ولكنهم لم يكونوا على علم بالآلية التي عمل بها الثوم والبصل في حماية الإنسان من السرطان.
هذه الآلية أصبحت الآن في حوزة الباحثين، ويعود الفضل في ذلك الى تطور علم البيولوجيا الخلوية التي ساهمت في حل اللغز، فقد أشارت البحوث الى أن الثوم والبصل يحتويان على مركبات لها دورها في حماية المادة الوراثية من سمية المواد المثيرة للسرطان، إذ أنها تحول دون سير الخلية باتجاه مخالف لما هو مقرر لها، وبالتالي العودة الى الاتجاه الصحيح. أما المركبات الموجودة في الثوم والمضادة للسرطان فهي:
ساليسيستين، وهي مادة معقدة يعتقد العلماء بانها تملك فائدة تسهم في قطع الطريق على التفاعلات الاستقلابية التي تقود بالخلية السليمة كي تصبح سرطاناً.
دي سلفات الدياليل، وهي مركب يعمل على لجم الخلايا السرطانية ومنعها من الانقسام وبالتالي النمو والتكاثر. وبكلام آخر أن هذا المركب يقوم بخنق الخلايا الورمية بحيث تنتهي الى الموت.
تري سلفات الدياليل، وهي مادة شبيهة جداً بسابقتها (أي دي سلفات الدياليل)، لكنها أقوى منها بعشر مرات، وشبه بعض العلماء فعلها بفعل بعض أدوية السرطان المستعملة حالياً، إلا أن هناك فارقاً مهماً جداً بينهما هو أن مادة الثوم أقل سمية للخلايا السليمة من تلك التي تشاهد في العقاقير الكيماوية المناهضة للسرطان.
ألأيسين، وهي مادة مسؤولة عن رائحة الثوم النفاذة والاخادة التي تنبعث من فصوص الثوم عند قطعها، وكذلك من الأفواه عند أكلها.
لقد أشارت أبحاث عدة الى أن الثوم يملك قدرة فائقة على قتل "الميكروبات،" والفضل في ذلك يعود الى تلك المادة، والجديد على هذا الصعيد، أن العلماء استطاعوا أخيراً استعمال هذه المادة كلغم ذكي قادر على إطاحة الخلايا السرطانية.
المعروف أن مادة "أليسين" لا توجد فعلاً في فصوص الثوم الصحيحة غير المفرومة، وإنما هي تنتج عن اتحاد كيماوي بين مركبين منفصلين، المركب الأول اسمه "ألين" وهو مركب خامل. أما المركب الثاني فهو أنزيم اسمه "آلينيز." والشيء الذي يحصل عند طحن الثوم (في المطبخ أو الأكل) هو تحرر المركبين المذكورين (آليم + ألينيز) مؤدياً الى لقائهما وتفاعلهما، فتتشكل عن ذلك مادة "آليسين" المشهورة. وقام الباحثون الأميركيون بالاستفادة من هذا التفاعل لقتل الخلايا الورمية في عقر دارها، إذ عملوا على تحميل سطوح هذه الأخيرة بأنزيم "ألينيز" ومن بعدها حقنوا مادة "آلين" مباشرة في الدورة الدموية، فكانت النتائج مبهرة، إذ حدث اجتماع مادة آلين مع أنزيم ألينيز فتكونت مادة "أليسين" التي قامت بدورها في قتل الخلايا الورمية من دون أن تلحق الأذى بالخلايا السليمة. وطبقت هذه الطريقة عند الفئران فأعطت نتائج ايجابية في دحر سرطان المعدة.
هذا ما يتعلق بالثوم، أما في شأن البصل، فحدث ولا حرج، وعلى كل راغب في درء شر السرطان عنه أن يكثر من أكل البصل، فبين طياته مواد واقية من السرطان، خصوصاً سرطان الأنبوب الهضمي. أما المادة الأكثر شهرة في هذا المجال فهي "الكيرسيتين" التي تنتمي الى عائلة لها حسب ونسب هي الغلافونيدات.
لقد بينت التحريات المخبرية على الحيوانات قدرة مادة "الكيرسيتين" على وقف نمو سرطان القولون عندها، وفي هذا الشأن انجزت دراسة على 121 ألف شخص (رجالاً ونساء) استقى البحاثة خلالها معلومات تتعلق بالعادات الغذائية المتبعة عندهم فجاءت المحصلة لتوضح أن اولئك الذين استهلكوا البصل أكثر من غيرهم كانوا أقل تعرضاً لخطر الإصابة بسرطان المعدة. ويعتقد العلماء بأن فائدة البصل هنا ليست في ايقاف نمو الورم فقط وإنما أيضاً في قتل الجراثيم الضارة المسؤولة عن اطلاق العنان لسرطان المعدة. والبصل لا يفيد فقط في الوقاية من السرطانات الهضمية، بل يقي من سرطانات أخرى، منها سرطان البروستاتة. الطبيب الأميركي ويليام غرانت قام بجمع معلومات طالت أشخاصاً من 32 بلداً بهدف الاجابة على سؤال مهم طالما شغل باله وهو: لماذا الإصابة بسرطان البروستاتة أقل بخمس مرات في بلدان مثل ايران واليابان وتركيا مقارنة بأوروبا؟
الإجابة جاءت صريحة وواضحة. فقد لاحظ الباحث أن السر يكمن في الغذاء، فبلدان أوروبا يسيطر على غذائها الحليب ومشتقاته واللحوم والشحوم، في حين أن الدول الأخرى (إيران واليابان وتركيا وغيرها) يطغى على أكل شعوبها الحبوب والخضار والفواكه وعلى الأخص البصل الذي احتل مكان الصدارة.
مسك الختام، بقي الإشارة الى ملحوظتين: الأولى، تتعلق بالبصل، وهي تفضيل الأنواع الملونة للبصل على النوع الأبيض، لأن الأولى أغنى بالعناصر الغذائية المسماة "الغلافونيدات." أما الثانية فتخص الثوم، وهي أهمية هرسه لأن هذا يسهم في تحرير أكبر قدر من المركبات النافعة.
تحياااااااااااتي | |
|