[size=21]خلف هذه الجدران...
أرى وجهك يا أمي كزهرة حلوة تفتحت في أحلى أيام نيسان...
تحضنني..تقبلني..تمسح على جبيني بلمسات تزيح عني الهم والأحزان...
من وراء هذه القضبان...
ومن علو هذه الأسوار...
أشم ترابك يا وطني ا لذي حرمني منه ا العدوان...
هل سأرى الشمس يوما..؟
وهل ستتذكرني وتمحي الشحوب عن وجهي الذي أدغمته رطوبة النسيان...
أمــي...
إنني في هذه الحجرة الباردة ...
وبزواياها المتعفنة..
أذوب كشمعة حبست في دهاليز ليل مظلم...
أمـــي...
اشتقت إليك والى صوتك الحنون المطرب...
يأخذني إلى جنة الأحلام وأنت تداعبين خصلات شعري بأناملك...
قالها المطرب وأقولها لكم...
كم اشتاق إلى قهوة أمي وخبز أمي...
أمـــي...
كيف حال وطني...
وهل ما يزال الآذان يرفع في حي..
وتقرع أجراس الكنيسة في الأعياد...
أما تزال السنونوة تزور منزلنا كل حول
وتنزل بعشها الذي صنعناه أم انه اندثر
وصار حطاما ولعبت به الرياح...
أمـــي...
ماالا لوان عندكم..؟
زاهية أم أضحت قاتمة كلون الغضب الساكن في العيون...
أما زال الأطفال يلعبون بالحجارة ويصنعون بها آمال الغد المتفجر..
أمي...
يا حبيبتي...لا تبكي...
وانتظريني كلما أشرقت شمس الغد المنتظر...
لا تيأسي..
لا تحزني...
ونادي الله في كل وقت وترجيه رجاء المظلوم الصابر...
رغم وحدتي...
وقسوة جلادي...
ما يزال علم ارضي مرسوم على جدران زنزانتي...
لم يمحى...
وان محي فهو مغروس بين أضلاعي وجوانحي...
ويسري في عروق دمي العربي المنتصر.[/size]